وليس المراد نفي تصييره صالحاً ، لأن ماهية الإفساد لا تقبل أن تصير صلاحاً حتى ينفى تصييرها كذلك عن الله ، وإنما إصلاحها هو إعطاؤها الصلاح ، فإذا نفى الله إصلاحها فذلك بتركها وشأنَها ، ومن شأن الفساد أن يتضاءل مع الزمان حتى يضمحل.
أين أنتم يا عُلَماء الأمَّة؟! كأن معنى الكلام على تأويلهم: قال موسى: الذي جئتم به أيّها السحرة ، هو السحر.
لأجل نشْر فسادِهم، وبثِّ سمومهم، وتحقيق أغراضهم، يُعاوِنهم الشيطان، ويُمهِلهم الرحمن، يقهرون أنفسهم، ويُجهِدون عقولهم، ويقتُلون مشاعِرهم، ويَفقِدون إحساسَهم، ويُنفِقون أموالهم، ولكن هيهات! ولا تكون ما على قراءة من استفهم بمعنى الذي ، إذ لا خبر لها.
.
إذًا ما يحدث اليوم من حصار ودمار، وفساد وإفساد وحرب مسعورةٍ على المُصلِحين وأهليهم، ما هو إلا صدًى لما تعرَّض له الأنبياء والصالحون في أهليهم؛ في قصَّة إبراهيم - عليه السَّلام - مع النمرود معلومة، ولوط وبناته، وموسى وأمه وأخته، وعيسى ووالدته، وكلُّنا يتذكَّر حادثة الإفك وما فيها من إيذاء، وهذا رهط ثمود يُخطِّطون لقتل أهله، وتدميرهم! فمرحبا بالمصلحين والصالحين من اهل هذه الارض الطيبة المباركة.
Indeed, Allah does not amend the work of corrupters.