ومن هذا الوصف القديم للمرحلية، الذي جاء على لسان الواعظ، ومن وجهها الآخر الذي رسمته الاستعدادات الثلاث: يتضح الوصف الحركي الحديث للمرحلية المتدرجة المتناسبة مع القوة والواقع المحيط، المنسابة مع انسيابية سير الحاضر نحو المستقبل، وانسيابية الاقتران الكامن في فقه الدعوة بين تفقهنا الشرعي، وخبرتنا التجريبية.
إنكار بعض الشريعة كفر ولكن الزيغ درجات.
فهذا هو جواب المؤمنين دومًا، بلا تلكؤ ولا تلعثم.
وكذلك الإمام النسائي صاحب السنن، فقد قال إن ابن أدهم: ثقة مأمون أحد الزهاد ، والنسائي ثبت حجة في الرجال، يميل مذهبه إلى التشدد في توثيقهم، كما هو معلوم عند أهل هذا الفن.
الأبرار الهالكون الدعوة والدعاة في اللغة والاشتقاق تحليل الأحداث، وتفسير التاريخ، وتسمية المقدمات الخفية المؤدية إلى النتائج المنظورة، كل ذلك إنما يتبع العقيدة التي يحملها الشخص المحلل المفسر، والميزان الذي يزن به الأمور والظواهر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
تأملوا يا أصحاب العقول السليمة بما وقع لهم، واحذروا أن يصيبكم مثل ما أصابهم إذا فعلتم مثل فعلهم، فإن سنة الله واحدة تجري على الجميع، وإن ما يجري على شيء يجري على نظيره.