وقد اختلفت أقوال العلماء في الشرك الخفيّ وتعريفه، فمنهم من قال أنّه ما نهى عنه الشّرع من أعمال للقلوب ممّا يكون ذريعةً للوصول للشرط الأكبر، وقيل أنّه ما خفي من حقائق إرادات القلوب وأقوال اللسان، وهو كلّ ما تردّد بين أن يكون من الشرك الأكبر أو الشرك الأصغر، فالشرك الخفي يكون شركاً أكبر كالنفاق ويكون شركاً أصغر كالرياء.
أمثل لشرك أصغر باللفظ، وآخر بالفعل.
أما الشرك الأكبر: فمثل أن يصرف الإنسان شيئاً من العبادة لغير الله عز وجل، ومن العبادة الدعاء فإذا دعا الإنسان غير الله كما لو دعا نبياً أو ولياً أو ملكاً من الملائكة أو دعا الشمس أو القمر لجلب نفع أو دفع ضرر كان مشركاً بالله شركاً أكبر، وكذلك لو سجد لصنم أو للشمس أو للقمر أو لصاحب القبر أو ما أشبه ذلك، فإن ذلك شرك أكبر مخرج عن الملة والعياذ بالله: ، وهذا في الأعمال الظاهرة، وكذلك لو اعتقد بقلبه أن أحداً يشارك الله تعالى في خلقه أو يكون قادراً على ما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل فإنه يكون مشركاً شركاً أكبر.