ولا يخفى أن تعطيل أسماء الرب عزوجل كما تقوله الجهمية ودعاء غير الله والإستغاثة به ، او القول بالحلول والإتحاد ، أو القول بالأئمة الاثنى عشرية أن هذه مقالات كفرية صريحة ، اتفق اهل العلم على أنها كفر في ذاتها ، أما الحكم بغير ما انزل الله ففيه تفصيل مشهور عند العلماء ، والإشتغال بالمختلف فيه من صور الكفر مع التهوين من ضراوة ونكاية الكفر المتفق عليه ليس من الحكمة بسبيل ، فيجب الاشتغال بالدعوة إلى كل واجب شرعي ، والتحذير من كل منكر بحسب حجم كل منهما ووزنه في الشرع ، فلا إفراط ولا تفريط.
.
الثاني : أن يكون الحامل له على الحكم بغير ما أنزل الله اعتقاد أنه حكم غير صالح للوقت وأن غيره أصلح منه ، وأنفع للعباد ، وبهذين الشرطين يكون الحكم بغير ما أنزل الله كفراً مخرجاً عن الملة لقوله تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ ، وتبطل ولاية الحاكم ، ولا يكون له طاعة على الناس ، وتجب محاربته ، وإبعاده عن الحكم.