وحريٌ بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي قد ضاعت في هذه الأزمان، وتكاد تنسى حتى من أهل الصلاح والخير — وللأسف — بخلاف ما كان عليه السلف الصالح.
فضل العشرة الأولى من ذي الحجة.
روى الإمام رحمه الله تعالى وكذا في الصحيحين عن رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ، هؤلاء الأصحاب الثلاثة لهذا الإنسان: الأهل، والمال، والعمل، لكن الصاحب الملازم، والذي به سعادة الإنسان وشقاوته هو العمل، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يرجع أهله وماله، ويبقى عمله.
الغنيمة الغنيمة بانتهاز الفرصة في هذه الأيام العظيمة، فما منها عِوَضٌ ولا تُقدَّر بقيمة، المبادرةَ المبادرةَ بالعمل، والعجل العجل قبل هجوم الأجل، وقبل أن يندم المفرّط على ما فعل، وقبل أن يسأل الرّجعة فلا يُجاب إلى ما سأل، قبل أن يحول بين المؤمِّل وبلوغ الأمل، قبل أن يصير المرء محبوساً في حفرته بما قدَّم من عمل.
والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة ولا سيما في أول العشر فلا تكاد تسمعه إلا من القليل، فينبغي الجهر به إحياء للسنة وتذكيراً للغافلين، وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، والمراد أن الناس يتذكرون التكبير فيكبر كل واحد بمفرده وليس المراد التكبير الجماعي بصوت واحد فإن هذا غير مشروع.
رواه الطبراني في المعجم الكبير.