وذلك أن العقل وإن كان يعرف الخير من الشر على وجه العموم إلا أنه لا يمكنه معرفة تفصيل ذلك وجزئياته، وأداء العبادات وكيفياتها إلا عن طريق الوحي والرسالة.
وبهذا استخرَجا الذهب الذي في باطني، واستعملاني في شيءٍ آخر، أمَّا الذهب ففعلوا به ما أرشدهم إليه ذلك العالِم الفقيه، أخرَجوا بعضَه صدقةً على الفقراء والمحتاجين، وأنفقوا بعضَه الآخر على زواج ولديهما.
لا بد للناس من رسالة ربانية تبين لهم الشرائع وتهديهم إلى الصواب, والرسالة روح العالم ونوره وحياته، فأيّ صلاح للعالم إذا عدم الروح والحياة والنور؟ ولهذا سمى الله رسالته روحاً، والروح إذا عدمت فقدت الحياة، قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} الشورى: 52.