.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فقوله صلى الله عليه وسلم: من صلى الفجر في جماعة.
فأجاب الشيخ ـ رحمه الله تعالى: هذا الحديث الوارد فيمن صلى الصبح في جماعة ثم جلس في مصلاه يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين يعني بعد ارتفاعها قيد رمح فهو كأجر حجة وعمرة تامة تامة بعض العلماء لا يصححه ويرى أنه حديث ضعيف، وعلى فرض أنه صحيح يراد به الرجال فقط، وذلك لأن النساء لا يشرع في حقهن الجماعة فيكون خاصا فيمن تشرع في حقهم الجماعة ـ وهم الرجال ـ لكن لو جلست امرأة في مصلى بيتها تذكر الله عز وجل إلى أن تطلع الشمس وترتفع قيد رمح ثم تصلي ركعتين فيرجى لها الثواب على ما عملت.
وذكر العلماء أن هذا الفضل له شروط: أولها: أن يصلي الفجر في جماعة، فلا يشمل من صلى منفرداً، وظاهر الجماعة يشمل جماعة المسجد وجماعة السفر وجماعة الأهل إن تخلف لعذر، كأن يصلي بأبنائه في البيت، فيجلس في مصلاه.
وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يواظب على هذه السنة المباركة ؛ فكان إذا صلى الفجر يجلس في مكانه حتى يتعالى النهار جداً، يقول: هذه غَدوتي، لو لم أتغدَ هذه الغَدوة ، سقطت قُواي.
فإذا عمل المسلم بهذا الخبر الوارد من طرق يرجو ثوابه فهذا مما يرجى أن يحقق الله له سبحانه وتعالى له هذا الظن، والله عز وجل يقول: « أنا عند ظن عبدي بي» 4 ، وجاء في مسلم من حديث جابر بن سمره « أن عليه الصلاة والسلام كان إذا صلى الفجر جلس حتى تطلع الشمس حسناء» 5.