إن كنتَ تريد قتلي فاقتلني قتلاً جميلاً أو ردّني إلى أرضي بالبصرة ، فأذن له إلى أرضه ، وكتب إلى أبي موسى الأشعري ألاّ يجالسه أحدٌ من المسلمين 1.
وهذا التفاوت في المعاني المستنبطة يستلزم التنبيه على أنه لا يمكن عَدُّ الاستنباط معنىً للآية على الاستقلال مهما اشتد قربه وظهوره من المعنى المباشر؛ لأنه تابعٌ للمعنى الأصلي ومترتب عليه كما سبق بيانه, والتفسير شرطٌ في وجوده ولا عكس.
فقالَ ذلك الشابُّ: عَجَباً لك يا ابنَ عباسٍ؛ أتَظُنُّ الناسَ يَحتاجونَ إليك؟! هذه أبرز مسائل هذا الأثر التفسيري الجليل, وبه يتم ما قصدتُ إليه من هذا البحث, وأختمه بمقالة الإمام الشافعي ت:204 في الوصية بهذا العلم إذ يقول: فحَقٌّ على طَلَبة العلم بلوغُ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه, والصبر على كل عارضٍ دون طلبه, وإخلاص النية لله في استدراكِ علمه: نَصَّاً واستنباطاً, والرَّغبةُ إلى الله في العون عليه, فإنه لا يُدرَكُ خيرٌ إلا بعونه 145.