كل تلك الأحوال والمصائب قد جعلها الله تعالى لعبادة في منزلة الشهادة، وعلامة من علامات حسن الخاتمة.
ثم قال: إنَّ الله عز وجل لا يَقْبَلُ مِنَ العَمَلِ إلاَّ مَا كان لَهُ خَالِصًا، وابْتُغِيَ به وَجْهَه.
خاب ظني من غيره وتركته والشركة.
هذا؛ ونوصي الأخ الكريم بالإكثار من عمل السر فإنه يورث الإخلاص، مع قراءة القرآن بتدبر، وعرض النفس على كتاب الله تعالى لا سيما سورة براءة، وسورة محمد، وسورة المنافقين، فإن فيهم فضح للنفاق والمنافقين، وبيان لأعمالهم التي يجب على المسلم الحق اجتنابها والتمسك بما يضادها،، والله أعلم.
وأما إذا عمل العمل لله خالصاً، ثم ألقى الله له الثناء الحسن في قلوب المؤمنين ، ففرح بذلك واستبشر ، فإن ذلك لا يضره ، وفي هذا المعنى جاء حديث أبي ذر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل عن الرجل يعمل من الخير ، ويحمده الناس عليه؟ فقال: تلك عاجل بشرى المؤمن رواه مسلم.
قال تعالى: { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } سورة هود: 114.