.
قال وممن أنت، قال من الحرقة.
وبإجمال، كانوا يعتقدون أن الطيرة والفأل مكتوبان علي الإنسان، وأن حياته ومصيره مقرران.
فجري علي ألسنة الناس وقالوا هذه خرافة، ويقال أيضًا للخرافات الموضوعة من حديث الليل حديث خرافة.
فقد طبعت بالسمات ذاتها التي طبعت بها القبائل العربية الأخري، وأبرز هذه السمات هي روح العصبية القبلية، والعادات والتقاليد المتبعة عند القبائل الأخري، لذا اتسمت العادات التأثرية عندهم بالعنف، فالدم لا يغسله إلا الدم، فأصبح الشرف معلقًا بالثأر إلا إذا قبل أهله الدية، وعلي الرغم من الوحدة الظاهرية للقبيلة في صلاتها الاجتماعية فيما بينها وبين القبائل الأخري، فقد كانت هناك تناقضات في الكيان الاجتماعي للقبيلة، ومن هذه التناقضات التقارب الاجتماعي بين أفراد الطبقة الواحدة من أجل الحصول علي مركز القيادة أو الزعامة التي سوف تمنح أصحابها الحقوق والامتيازات، وتفرض مطالبه، علي الأخري، وذلك يعود إلي حياة جهينه الاقتصادية، التي لعبت دورًا مهمًا في رفع مستوي أفرادها المعيشي، لا سيما أن هذه العادة ظهرت نتيحة الفقر المدقع الذي استمت به حياة تلك القبائل التي مارست هذه العادة اللاإنسانية.
.