وقوله ذلك بأنهم أي ما ذكر في الآية قبلها من شدة توفي الملائكة للكفار من أجل أنهم اتبعوا ما أسخط الله من الانهماك في المعاصي والشهوات المحرمة وكرهوا رضوانه أي كرهوا ما يرضيه من الإيمان والأعمال الصالحة — وقوله فلما آسفونا أي اغضبونا انتقمنامنهم أي عاقبناهم ـ والانتقام هو اشد العقوبة.
ثانياً لو كان المراد بالاستواء على العرش الاستيلاء على الملك لم يكن هناك فرق بين العرش والأرض السابعة السفلى والدواب وجميع المخلوقات لأنه مستول على الجميع ومالك للجميع.
ويكون ذلك بتقديم أوامر الله -تعالى- ورسوله على ما سواهما، ومحبة الناس وخاصةً الوالدين؛ لأن الله -تعالى- أمره بمحبتهما، وكذلك التحلي الحسنة، وهذه الصفات تجعل في قلب العبد الإيمان المُطلق بقدرة خالقه، وأنه الوحيد المُعطي المانع.