قال الواحدي: الصحيح أن الكبائر ليس لها حد تعرف به وإلا لاقتحم الناس الصغائر، واستباحوها، ولكن الله تعالى أخفى ذلك عن العباد ليجتهدوا في اجتناب المنهي عنه رجاء أن تجتنب الكبائر، نظيره: إخفاء الصلاة الوسطى، وليلة القدر، وساعة الإجابة في الجمعة، وقيام الساعة، ونحو ذلك.
س: عندما يريد الإنسانُ الحجَّ فيُنصح أنه يجب أولًا أن ترد المظالم، فيقول: كم مظالم عليَّ؟ ج: التوبة، التوبة.
قال تعالى في كتابه العزيز: {يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ}، وآكل الربا يقوم كالممسوس الذي صرعه الشيطان كما وردَ في القرآن الكريم، وذهب قتادة إلى أنَّ آكل الربا يُبعَثُ مجنونًا يوم القيامة.
س: بالنسبة للشرط الأخير من شروط التوبة الذي هو: ردّ المظالم، يقول: أنا فقير لا أستطيع أن أردَّ المظالم مثلًا من سرقةٍ؟ ج: يستحلّه منها، فإذا عجز عن ذلك فالله يعلم تمام عزمه، إذا عزم على ذلك عفا الله عنه، إذا عجز عنها ولم يسمحوا عنك فالله يُسامحك، إذا صدق في التوبة؛ لأنَّ العاجز الصَّادق كالمؤدي.
وَفِي رِوَايَةٍ: فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الْإِسْلَامِ مِنْ عُنُقِه.
الثَّالِثُ: أَنَّ هَذَا الضَّابِطَ مَرْجِعُه إِلَى مَا ذَكَرَهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنَ الذُّنُوبِ، فَهُوَ حَدٌّ مُتَلَقًّى مِنْ خِطَابِ الشَّارِعِ.