والصور وجئت أنا وفي أهدابي الضجر وفي أظفاري الضجر وفي روحي بركان ولكن ليس ينفجر فيا لؤلؤتي السمراء! فالصّدق يحكم عليه أشخاص على قيد الحياة ساعة نشرها، إضافة لتعهّده في المقدّمة بأن لا يقول سوى الحقيقة، وهذا عهد متداول في جلّ السّير الذّاتيّة، ومع أنّ عددًا من الوزراء انتقد بعض أعمال القصيبي خاصّة في عمادة كليّة التّجارة التي كانت أوّل تجربة إداريّة له وأصعبها، وفي زارة الصّحة، وخالف بعضهم روايات تعيينه وإعفائه، إلّا أنّه لا مانع من احتماليّة صواب ما ذكروه جميعًا، فكلّ واحد شهد على ما وقع له، وهذا مبلغ علمه، فلا أحد يعلم عن كلّ شيء، ومن المتعارف عليه تاريخيًا تعدّد الرّوايات والتّفاصيل لحادثة واحدة، فضلًا عن إمكانيّة تكرار أمر واحد غير مرّة بأكثر من صورة.
وفي السياق نفسه كان العودة يبث في القصيبي روحَ التفاؤل خشية يأسه من خصومه في وزارة العمل، وتحوّل القصيبي -من حيث لايدري- إلى تلميذ ينهل من معين العودة في برنامجه حجر الزاوية ، فقد كان حريصاً كل الحرص على متابعته، بل ربما كان البرنامج التلفازيَّ الأخيرَ، الذي ختم به حياته.
غازي ومن راقمه كثير من المحبة، وكثير كثير من الدّعاء.