وعن عبَّاد بن كثير الشامي، عن امرأةٍ منهم يقال لها: فسيلة، قالت سمعت أبي يقول: سألت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أمِنَ العصبيةِ أن يحب الرجلُ قومَه؟ قال: لا، ولكن من العصبية أن يُعِينَ الرجلُ قومَه على الظلم ؛ رواه أحمد وابن ماجه.
كلمات قالها الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو يودِّع وطنه، إنها تكشف عن حبٍّ عميق، وتعلُّق كبير بالوطن، ، بحلِّها وحَرَمها، بجبالها ووديانها، برملها وصخورها، بمائها وهوائها، هواؤها عليل ولو كان محمَّلًا بالغبار، وماؤها زلال ولو خالطه الأكدار، وتربتُها دواء ولو كانت قفارًا.
سقراط 470 — 399 ق م هو أول الثلاثة الكبار في الفلسفة اليونانية وكان يعرف بأنه " أعلم أهل عصره " وقد أهتم بالإنسان وينازل السوفسطائيون في الشوارع والأسواق ويدحض أفكارهم الموجهة للشباب اليوناني ويعلمونهم الدفاع عن الرأي ونقيضه في الوقت نفسه.
فأقول: وإن حصلت هذه الضوضاء الإعلامية الصاخبة، فإن الحق يبقى على ما هو عليه وحب الوطن أمر فطرت عليه النفوس، وجبلت عليه الطباع، وجاءت الأدلة الشرعية تؤكده وتأمر به، في آيات وأحاديث وآثار للسلف منها: 1 روى البخاري في صحيحه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قدم من سفر فرأى درجات المدينة أوضع ياقته، أي أسرع بها.
ومما يتجلى فيه حبُّ الأوطان: صلة الأرحام، فهم عترة الإنسان وخاصَّتُه، وهم قرابته وأنسه، وبهم تطيب الإقامة في الديار؛ لذلك جعل الله صلةَ الأرحام من أعظم القُرُبات، وقطيعتَهم قرينَ الإفساد في الأرض.
ولولا أن قومي أخرجوني منك، ما سكنتُ غيرَك ؛ رواه الترمذي.