.
لم تنضب شاعريتها قطعا ولكن الفكر الإيماني الجديد , جعلها تؤمن بفكرة أو شعيرة الجهاد والاستشهاد فلا تجزع للموت , وإذا نظرنا إلى لبيد, فلعله فى الغالب قد وجد ضالته فى القرآن الكريم , أشبع هواه وتغلغل فى فكره وصدره , فآثره على الشعر الذى لا ولن يغنيه عن القرآن الكريم بما فيه من حبكة وبلاغة وعظمة معان يطرب لها العــرب البلغاء , حتى أن الوليد بن المغيرة , ذلك الكافر المتعنت , لما سمع شيئا من القرآن الكريم قال : والله إن فيه لطلاوة وإن عليه لحلاوة.
صحيح أنّ الأحداث تتغير؛ ولكن هذه الأحداث لا تتحقق من تلقاء ذاتها، وفي الفراغ ؛ إنّها مرتبطة باناس يلتزمزنها، وهؤلاء الاناس بدورهم ينتمون إلى أمة وحضارة معينة، والحضارة شخصية، وكل ما يصدر عنها من أعمال إنّما تنحل في آخر الأمر، في المعنى هذه الحضارة والمعنى شيء بديء أصيل يكون دفعة واحدة لا يتطور ولا يتغير، كما لا تتغير هوية الشخصية مهما صدر عنها من أعمال وتصرفات متبدلة، إنّها كلها تلزم صاحبها وتنبئ عن شخصية واحدة.