أتته الرزايا من وجوه الفوائد» وله كتب كثيرة نحا فيها نحو المتصوفة، فله مثلًا كتاب اسمه «المحاضرات»، وهو عبارة عن جمل مختارة من أقوال مشاهير المتصوفة، وله المواعظ الصوفية اللطيفة، ثم له إلى جانب ذلك كتب في الأدب.
يتهمه منتقدوه — المتزّمتون حسب رأيه — بالإنحلال ويتهمه منتقدوه — المنحلون حسب رأيه — بالتزّمت كلاهما ينتقده بحدة وبشخصه وبإسمه هم ينتقضونه صراحةً وهو يرد عليهم توريةً.
وشاع عند الأندلسيين الوصف الدقيق لنفوس الكبراء والأمراء، والقواد عند مديحهم، كما نبغوا في المناظرات الخيالية كالمناظرة بين السيف والقلم، والمناظرة بين بلاد الأندلس، كما كاتبوا في الابتهالات ومناسك الحج.
والحق أنه كان هناك بذور في الأندلس مشرقية مختلفة الأنواع، فأخذ كل شاعر أندلسي البذرة التي تناسبه، وامتصَّت من نفسه كل ما يناسبها، هذا يألف شعر أبي نواس فيقلده، وهذا يألف شعر المتنبي فيحاكيه، وهذا يألف شعر العباس بن الأحنف فيتشبه به.
وتموت اعتماد والمعتمد بعدها بقليل ويدفنان معا في ضريح في أغمات قرب مراكش، لا زال حتى اليوم مزارا للناس.
كان الملك ألفونس السادس على مشارف إشبيلية منذرا بحرب عليها في حرب الاسترداد.