يُضلِ جبراً ويسلب العبد الاختيار بالمرة ثم يُحَاسبه ويُنْزِل عليه الكتب ويرسل الرسل ويأمره بالتكاليف كيف يكون ذلك؟.
فما هي الهداية المثبتة للأنبياء والدعاة والعلماء؟ هداية الدلالة والإرشاد.
وهذه الهداية هي المذكورة في قوله تعالى: إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء القصص: 56.
وسمي اتباع شرع هداية ؛ لأنه يرشد الإنسان إلى الحق، ويبصره به، فيميز بين الخير والشر.
فقالوا: يقع ما لا يريده، وأهل السنة يقولون: كل ما يقع علمه، وكل ما يقع كتبه، وكل ما يقع شاءه وأراده، ولم يحدث إلا بإرادته ومشيئته، وله وراء كل شيء حكمة، ولا يشاء شيئًا حتى لو كان هزيمة أحد إلا وله من ورائه حكم عظيمة، وإن كانت في ظاهرها شرًا لكن من ورائها حكم عظيمة؛ حتى خلق إبليس له من ورائه حكم عظيمة، فلا يقع في العالم شيء إلا ولله فيه حكمة.
فالقدر فيه علم الله بالغيب بما سيكون، ومهما تبحرنا هل سنخرج بما سيكون لا نطيق، توقعات ممكن تخطئ، وممكن تصيب، وممكن يصير شيء ما هو بالبال أبداً، يعني: تقع مفاجأة بطريقة لم تخطر ببال أحد من الناس.