فأما الوزن المُحقَّق والتعديل المُصحَّح والتركيب الذي لا يفضحه التفرُّس ولا يَحصُره التعنُّت ولا يتعلل جاذبه ولا يطمع في التمويه ناعته، فهو الذي خُصِصتَ به دون الأنام ودام لك على الأيام.
إذاً: لو قال قائل: أنا أريد أن أقول: فاندل ندلاً زريق المال ندل الثعالب، نقول: لا يجوز.
فالضحك في موضعه كالبكاء في موضعه، والتبسُّم في موضعه كالقُطوب في موضعه، وكذلك المنع والبذل والعِقاب والعَفو وجميع القبض والبسط.
وقد ذَهبَ الناس في المُزاح إلى مذاهبَ مُتضادة، وسلكوا منه في طرقٍ مختلفة: فزعم بعضهم أن جميع المُزاح خير من جميع الجِد، وزعم آخرون أن الخير والشر عليهما مقسومان وأن الحمد والذم بينهما نِصفان.
وليس مع العِيان وَحْشة ولا مع الضرورة وَجَمة ولا دون اليقين وَقْفة.
.