فضل الشهادة في سبيل الله تُعدُ الشهادةُ في سبيلِ اللهِ من أعظمِ الأعمالِ عندَهُ، والشهداء همُ الاعلى درجاتٍ عندَ اللهِ تعالى، وهم عبادُ الله المقربون، وأهلُ اللهِ وخاصته، والشهداءُ هم القدوةُ الحسنةُ، والشهادةُ هيَ المنزلةُ الرفيعةُ التي يسعى إليها مَنْ صَدقوا مع الله، والشهيد حيٌّ عندَ ربهِ يُرزق، قال تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} وهي الجزاءُ الأَعظم، لمن يحبُه الله تعالى، قال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} وَمنِ استشهدَ من الصحابةِ في أحد، وغسيل الملائكة حنظلة واحدٌ منهم، هم من رَباهُم رسول الله، على الصدقِ مع الله، وعَلّمهمُ التجارةُ التي لا تبور، وهي تجارةُ الاخرة، فباعوا الدنيا؛ لِيشتروا آخرتهم، ويكسبوا الرضا من الله تعالى.
غزوة الخندق وهي تسمّى غزوة الأحزاب، وقعت في شهر شوال في السّنة الخامسة للهجرة، وسببها أنّه بعد أن أجلي بنو النضير من المدينة، استنصروا بقريش، فنصروهم، وجمعوا الجموع من غطفان وفزارة ومرّة وأشجع، ليشير الصحابي سلمان الفارسي -رضي الله عنه- على النبي أن يحفر الخندق حول مدخل المدينة ليمنع جيوش المشركين من الدّخول، وليرسل الله على المشركين ريحًا شديدة وعواصف هوجاء شاتية، وتمتلئ نفوسهم رعبًا وينقلبوا خاسرين.
محاولات الغدر بالمسلمين من طرف المشركين وبذل المشركون جهودا قبيْل المعركة في تفريق صف المسلمين، حيث أرسل أبو سفيان بن حرب للأنصار يقول لهم: خلوا بيننا وبين ابن عمنا فننصرف عنكم.