فمرْحباً مرحبا شَهْرَ رَمَضَانَ، فَأَيَّامُكَ دُرَّةً من الدَّهْرِ لَا تُنْسَى، يتعلم فيك أهل الصيام معَانٍ إِيمَانِيَّةِ وًدُّرُوساً تَّرْبَوِيَّةِ تكونُ لَهم زَادًا فِي دِينِهم وَدُنْيَاهم.
فلا يُدرِك له قيمة، ولا يُحس فيه بروحانية، فهو لاهٍ عابث، متخبِّط حائر، ثقيلة عليه أيامُه، يتمنَّى زوالَها وسرعة انقضائها، فهذا لعَمري أتعس الناس، وأشقى الخلق، يقضي نهاره في النوم، أو في الأسواق والملهيات، بحجة تسلية الصوم وقضاء الأوقات في السهرات والجلسات، واللعب والزيارات، والرحلات والتنقُّلات، والغفلة عن الطاعات، والتخلُّف عن القُرُبات، فما أعظمها من خسارات! رمضانُ أحبتي في الله فُرصةٌ وأيّ فرصة، زمانٌ وأيُّ زمان، إنه موسِمٌ عظيمٌ، يدعونا للجدِّ والعمل، وتركِ التَّواني والكسل.
فيا باغيَ الخيرِ، أقبِلْ، ويا باغيَ الشرِّ، أقصِرْ، ولله عُتقاء من النار، وذلك كل ليلة ، أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول، فيتَّبِعُون أحْسَنَه.