.
ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا النساء 65… وأنكر على من يتبع شرائع لم يأذن بها الله بقوله سبحانه: أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ الشورى 21.
حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ.
ومعنى هذا: أن العبد يجب عليه الانقياد التام لقول الله تعالى، وقول رسوله، وتقديمهما على قول كل أحد، وهذا أمر معلوم من الدين بالضرورة.
ولذلك فإنَّ نموذج بعضِ الدول التي تُقيم الحدودَ ولا تُطبِّق معنى الشريعة الحقيقي في سائرِ الشؤون هو نموذج يحبُّ العلمانيُّون إظهارَه للتدليل على أنَّ تطبيق الشريعة ليس هو ذلك الشيء الجذَّاب، ولا هو بجالِبٍ للعدل والحرية إلى بلادِنا! إِنَّ الانتصارات العظيمة في تاريخ أمَّتنا يجريها الله تعالى على يدي مَنْ أخلص لربِّه، ودينه، وأقام شرعه، وزكَّى نفسه، ولهذا لن يأتيَ فتحٌ عظيمٌ، وفتحٌ مبينٌ إِلا لمن توافرت فيهم صفات جيل التَّمكين؛ الَّتي ذكرت في القرآن الكريم.
يُظهر العلمانيون دومًا النظام الدكتاتوري وجهًا مقابلاً للنِّظام الديمقراطي كحتمية واجِبة الحدوث، فإمَّا أن يكونَ النظام ديمقراطيًّا أو سيكون دكتاتوريًّا بالضرورة! والفوضى والسلب والنهب والهرج والمرج.