توفي الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود، محبة أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم من الأمور التي يجب تصديقها في إيمان أهل السنة والجماعة، وقال في ذلك الطحاوي رحمه الله نحبُّ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا نفرِّط في حبّ واحدٍ منهم، ولا نتبرّأ من أحدٍ منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكُرهم، ولا نذكُرهم إلّا بخير، وحبُّهم دين وإيمان وإحسان، وبُغضهم كفرٌ ونفاق وطغيان الصحابة من خير الناس بعد الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، ويلاحظ أن احترام منزلة أصحابهم ومحبتهم احترام للرسول صلى الله عليه وسلم ومحبته لهم من فضائل الصحابة ذوي المكانة الرفيعة صدقتهم.
أخذ ابن مسعود من فم النبي محمد مباشرة بضعًا وسبعين سورة، وكان حسن الصوت بقراءة القرآن، فكان النبي محمد يحب أن يسمعه منه، فقد روى ابن مسعود أن النبي محمد قال له يومًا: « إقرأ عليّ »، فتعجّب ابن مسعود وقال: « أقرأ عليك وعليك أُنزل؟»، فقال النبي محمد: « إني أحب أن أسمعه من غيري»، فقرأ عليه حتى بلغ قوله تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ، ففاضت عينا النبي محمد، وقال: « من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أُنزل، فليقرأ قراءة ابن أم عبد»، كما أوصى النبي فقال: « استقرئوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود ».
توفي عبد الله العام الثاني والثلاثين من الهجرة، وذلك في خلافة سيدنا عثمان بن عفان، ولقد انتقل هذا الصحابي الفضيل في آخر أيامه إلى المدينة المنورة وفاة عبد الله بن مسعود.
إنهما محمد صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبوبكر، طلبا منه جرعة من لبن الأغنام، فأجابهما بالرفض قائلًا: «إنى مؤتمن».
قال شقيق: فجلست فى حلق من أصحاب محمد فما سمعت أحدا منهم يعيب عليه شيئا مما قال ولا يرد عليه».
وعند الهجرة إلى المدينة ، قام الرسول صّل الله عليه وسلم بمآخاة عبدالله بن مسعود وأنس بن مالك ، وهناك من قال أن الرسول قام بذلك بينه وبين معاذ بن جبل ، وقد لزم عبدالله رضي الله عنه هو وأمه خدمة رسول الله صّل الله عليه وسلم ، فكان رضي الله عنه يلبسه نعليه ويمشي أمامه بالعصا حتى يصل إلى مجلس الرسول فينزع له نعليه ويدخلهما في ذراعه ويعطيه عصاه.