فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يؤيسهم من الذي طمعوا فيه, وحدّثوا به أنفسهم, وأن ذلك غير كائن منه ولا منهم, في وقت من الأوقات, وآيس نبي الله صلى الله عليه وسلم من الطمع في إيمانهم, ومن أن يفلحوا أبدا, فكانوا كذلك لم يفلحوا ولم ينجحوا, إلى أن قتل بعضهم يوم بدر بالسيف, وهلك بعض قبل ذلك كافرا.
وحتى تتضح الصورة أكثر ، سأسوق هنا نصا لابن تيمية — — ت:728هـ رغم طوله لأهميته.
ولي دين:وهو الاسلام،ةالمراد بهذه الجملة :البراءة مما عليه يشركونمن عبادة غير الله تعالى ،كما قال الله تعالى: وان كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم انتم بريئون مما اعمل وانا بريء مما تعملون.
فتبرأ منهم في جميع ما هم فيه، فإن العابد لا بد له من معبود يعبده، وعبادة يسلكها إليه، فالرسول وأتباعه يعبدون الله بما شرعه؛ ولهذا كان كلمة الإسلام لا إله إلا الله محمد رسول الله أي: لا معبود إلا الله ولا طريق إليه إلا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، والمشركون يعبدون غير الله عبادة لم يأذن بها الله.
وكذلك أيضاً لو نزلنا الأقوال على هذا أقوال السلف، وهم أهل لغة، فإنهم يفهمون المراد من مثل هذا، ومع ذلك حمله بعضهم على الماضي، وحمله بعضهم على المستقبل، هؤلاء يقولون: إن قوله: وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ أعبد يعني في المستقبل، وإن قوله: وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ يعني في الماضي، وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ يعني كذلك، لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ في المستقبل، وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ في الماضي وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ في الماضي.
وقال ابن السكيت ; يقال للقرح والجدري إذا يبس وتقرف ، وللجرب في الإبل إذا قفل ; قد توسف جلده ، وتقشر جلده ، وتقشقش جلده.