والذنب الأوّل من هذه الذنوب الثلاثة التي ذكرت في الآية يكون كفراً ، فقط ، وأمّا قتل النفس والزنا فليسا سبباً للخلود في العذاب.
وفي الآية مع ذلك شمول للتوبة من جميع المعاصي سواء قارنت الشرك أم فارقته ، والآية السابقة - كما تقدمت الإشارة إليه - كانت خفية الدلالة على حال المعاصي إذا تجردت من الشرك.
إنّهم أنوار الهداية في البحار والصحاري.
قوله تعالى : {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما} قال الراغب في المفردات ، : قرت عينه تقر سرت قال ، تعالى : {كي تقر عينها} وقيل لمن يسر به قرة عين قال : {قرة عين لي ولك} وقوله تعالى : {هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} قيل : أصله من القر أي البرد فقرت عينه قيل : معناه بردت فصحت ، وقيل : بل لأن للسرور دمعة باردة قارة وللحزن دمعة حارة ولذلك يقال فيمن يدعى عليه : أسخن الله عينه ، وقيل : هومن القرار والمعنى أعطاه الله ما يسكن به عينه فلا تطمح إلى غيره انتهى.
قوله تعالى : {ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا} المتاب مصدر ميمي للتوبة ، وسياق الآية يعطي أنها مسوقة لرفع استغراب تبدل السيئات حسنات بتعظيم أمر التوبة وأنها رجوع خاص إلى الله سبحانه فلا بدع في أن يبدل السيئات حسنات وهو الله يفعل ما يشاء.
قوله تعالى : {والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا} الخرور على الأرض السقوط عليها وكأنها في الآية كناية عن لزوم الشيء والانكباب عليه.