فالأبيض : رمز النقاء والطهر والعفاف والبراءة، والأحمر : رمز الثورة والعنف والدم والحرارة والعواطف الجيّاشة، والأخضر : رمز الخصب والغنى والأمل والسعادة، والأصفر : رمز المرض والكراهية والحقد والنبل والنور.
وعلى سبيل المثال, إن اللوحات التي تعبّر عن الطبيعة الخلوية البحرية تختلف نسبها وأبعادها عن اللوحات التي تمثل الطبيعة الصامتة أو تلك التي تعبّر عن الصور الشخصية لبورتريه أو تلك التي تعبّر عن الملاحم والبطولة وكلما استشعر المتذوق الانسجام التام والتوافق بين المفردات والصيغ المرسومة داخل هذا الفراغ والمساحة الإجمالية لهذا الفراغ, شعر بالمتعة والألفة لما يشاهد والعكس صحيح, وهذا يتطلب التدريب المستمر للعين باعتبارها الحاسّة التي نرتشف بواسطتها الملامح الجمالية للأشكال المرئية سعياً للارتقاء بعملية التذوق, وعلى سبيل المثال أيضاً : يستطيع المشاهد الذوّاقة أن يحكم من النظرة الأولى على أثاث غرفة بأنه غير منسجم مع مساحة هذه الغرفة وفراغها - رغم فخامة هذا الأثاث وجماله - في حين ينبهر مشاهد آخر بفخامة هذا الأثاث وجماله دون أن يفطن إلى عدم انسجامه مع مساحة الغرفة وفراغها لافتقار هذا المشاهد إلى العين المدرّبة وحس التذوق العام.
ولا أريد أن يفهم من هذا المثال أن الألوان الهادئة المطفية أكثر جمالاً أو رقيّاً من الألوان البكر القوية لأن الألوان كلها جميلة ورائعة عندما توضع في أماكنها المناسبة وتوظف التوظيف الصحيح - كما أسلفت - ولكني أردت أن أعطي مثالاً عن كيفية التدرج والارتقاء في ارتشاف الألوان وتذوّقها, من خلال المخالطة والمعاشرة والدراسة والثقافة, وزيارة المعارض الفنية والاحتكاك بالفنانين, والاطلاع على كل جديد في عالم الفنون الجميلة.
بسم الله الرحمن الرحيم الوحدة الأولى : مجال الرسم.
الإجابة الصحيحة هي : صح.
ويمكننا القول : إن الأفكار والرؤى والعواطف التي يسعى الفنانون للتعبير عنها وتجسيدها لا حصر لها ولكن يستحسن هنا أن نذكر أنه ليس كل ما يجول بخاطر الفنان من أفكار ورؤى وعقائد يمكن التعبير عنها بوساطة اللوحة الفنية التشكيلية لأن لهذه اللوحة مساحة تعبيرية محدودة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالتعبير عن القيم الجمالية البصرية.