اول من رمي الجمرات: روى قصة رمى سيدنا إبراهيم عليه السلام، الشيطان بالجمرات، عندما ذهب جبريل بإبراهيم إلى منطقة جمرة العقبة، ووقتها عرض عليه الشيطان فرماه بسبع حصايات، ثم أتى به إلى الجمرة الوسطى وعرض عليه الشيطان مرة آخرى فرجمه بسبع حصايات ثانية، وآخيرًا أتي به إلى الجمرى القصوى وعرض عليه الشيطان فرماه بسبع آخرى، وهذا ما رُوى عن الإمام أحمد في مسنده.
وإذا كان الحاج متعجلًا يجوز له أن يكتفى برمي الجمرات في يومين فقط من أيام التشريق، وهما: الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة، وعليه أن يغادر منى قبل غروب الشمس، لأن هناك مذهبًا فقهيًا يلزمه بالمبيت بمنى إن غربت عليه الشمس وهو لا يزال في منى، فعليه أن يمكث في منى للرمي في اليوم الثالث من أيام التشريق -الثالث عشر من ذي الحجة-.
وفي قول آخر عند الحنفيّة أيضًا غير القول المشهور: أنّ اليومين الثاني والثالث أيضًا يجوز الرّمي فيهما قبل الزّوال.
كيفية رمي الجمرات وعددها الجمرات الثلاث هي الصغرى القريبة من مسجد الخيف، ثم الوسطى وهي التي تليها وعلى مقربة منها، و«جمرة العقبة»، وهي في آخر منى مما يلي مكة، وسميت بـ«جمرة»، لأنها مستمدة من معنى اجتماع القبيلة الواحدة على من ناوأَها -عاداها- من سائر القبائل، ومن هذا قيل لمواضع الجِمَارِ التي ترمى بِمِنًى جَمَراتٌ لأَن كلَّ مَجْمَعِ حَصًى منها جَمْرَةٌ، فالجَمَراتُ والجِمارُ هي الحَصياتُ التي يرمى بها في الجمرات، وواحدتها: جَمْرَةٌ، والمُجَمَّرُ: موضع رمي الجمار هنالك.
رمي الجمرات يكون وقت رمي جمرات العقبة الثلاثة في ثلاثة أيام أو أربعة أيام وهي يوم النحر، أو ثلاثةً من أيام التشريق، ويكون مجموع الحصى سبعين حصاة، وحجم هذه الحصى أكبر من حبة الحمص، وأصغر من حبة البندق.
أما معنى الجمرة في الاصطلاح الديني، فهي الجمرات الثلاث وهو اسم لثلاثة أماكن خاصة في منى على شكل أعمدة حجرية وكل واحدة منها يقال له جمرة وهي محل تجمع الاحجار التي يرميها الحاج، وَقِيلَ: لأَنها مجمعُ الحَصَى التي تُرْمَى بِهَا مِنَ الجمرة.