وهنا يظهر الأثر اليسوعيّ على ديكارت بوضوح؛ حيث إنّ الأساس الدينيّ عند منشئ الجماعة اليسوعيّة القدّيس أغناطيوس اللوايولى st.
وتتناول الاثنا عشر قاعدة الأولى تصوّرنا للقضايا البسيطة التي يمكن تحصيلها بشكل يقينيّ، كما تتناول الحدس والاستنباط وهما العمليّتان المعرفيّتان الأساسيّتان اللتان تنتجان المعرفة الواضحة والمتميّزة عند ديكارت.
ولقد أدّى هذا إلى منافاة منهجه العقلانيّ الذي نادى فيه بطرح الأفكار الصادرة عن السلطات أيًّا كانت وجعل معيار البداهة معيار الحقّ والحقيقة.
إنّ زمان حياتي كلّه يمكن أن ينقسم إلى أجزاء لا نهاية لها، كلّ منها لا يعتمد بأيّ حال على الأجزاء الأخرى، ويترتّب على ذلك كلّه أنّه لا يلزم من أنّي كنت موجودًا في الزمان الماضي القريب أن أكون موجودًا الآن، ما لم توجد في هذه اللحظة علّة توجدني أو «تخلقني مرّة ثانية» إنْ صح هذا القول، أي تحفظ عليّ وجودي.
.
محمد فتحي الشنيطي، القاهرة، إلهيئة المصريّة العامّة للكتاب، 1977، ص114.