و يبقى خصام المره الجايه دي اخر فرصة بس يا روحي.
كل ما سبق يعني أنّ الأزمة اللبنانية مرشحة للانتقال أكثر فأكثر من أزمة مستقلة، كان حتى الامس القريب حلّها ممكناً من خلال وساطة خارجية فرنسية بين اللبنانيين أنفسهم، إلى أزمة اكثر ارتباطاً بالمتغيرات الدولية والإقليمية، وهو أمر ينطوي على مخاطر كبرى، آخذاً في الحسبان أنّ ارتباط الأزمة اللبنانية بمآلات المفاوضات النووية يجعل الحل اللبناني من الناحية النظرية مرتبطاً بمتغيرات طويلة الأمد باعتبار أنّ المفاوضات النووية نفسها قد تستغرق شهوراً ، في حين أنّ الانهيار الاقتصادي الذي نشهده اليوم، وبشهادة الجميع، لا بدّ أن يقارب بمدى زمني أكثر سرعة.
يا روحي النسيان ده بياخذ وقت و انا لسه بحبك بحبك لسه.
وإذا ما فشلت الزيارة في تحريك الملف الحكومي، وهو المتوقع، يمكن الافتراض أنّ لبنان سيواصل السير في النفق المظلم، خصوصاً أنّ فشل المبادرة الفرنسية يعني أنّ الأزمة السياسية اللبنانية باتت تفتقد حرفياً إلى وسيط خارجي، يعوّض هستيريا المناكفات الداخلية، لا سيما أنّ فرنسا هي الطرف الوحيد الذي يمكن أن يضطلع بدور الوسيط، بالنظر إلى أنّ أولويات الأميركيين اليوم تنصّب على جانب آخر ترسيم الحدود - عدا أنّ واشنطن بمواقفها العدائية تجاه «حزب الله» لا يمكن أن تكون وسيطاً بأي شكل من الأشكال في حل الأزمة السياسية - وبالنظر أيضاً إلى محدودية الدور الروسي الذي يدرك جيداً هوامش ومساحات التحرك المتاحة بين موسكو وواشنطن وباريس على الساحة اللبنانية، علاوة على أنّ روسيا نفسها تقارب الملف اللبناني بمنطق تبعيته للملف السوري وليس العكس، وهو واقع لا تغيّره مظاهر موسم الحج اللبناني إلى مقرّ الخارجية الروسية.
وهذه الكلفة اضافة الى فترات انقطاع الاتصالات لا تشجع على العمل انطلاقًا من لبنان، والدخل انخفض نحو 280 مليون دولار.
.