يفرض على المرء أداؤه من ماله بغير عوض ولا جناية ، فالآية إضراب لغرض إبطال أمر آخر وكأنّهم كانوا يدّعون أنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يسألهم أجراً على رسالته فامتنعوا من الإيمان لثقل غرامة المال على نفوسهم، فيقول: أَمْ تَسْأَلُهُمْ يا رسول الله أجراً حسب زعمهم، فيكون المال الذي طلبته أشبه بغرامة ثقيلة عليهم.
عجباً، أن يصل الإِنسان لهذا الدرك من العناد والتعصب! يُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشَاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ لكن الجعل الخاص سبب لكلّ من الهداية والضلالة وليس علّة تامة لهما فكل يختار حسب ميوله دون أن يكون إجباراً على أحد الأمرين، فلو زاد إيمان المؤمن فقد زاد عن اختيار، ولو ضلّ المنافق أو الكافر فقد نتج ذلك عن اختيارهما.
، وقد يخطف بعضهم بعض المعلومات ويفر بها فليحقه شهاب ثاقب، وقد يصيبه فيهلكه وقد يفلت فينجو فيحمل تلك المعلومة ويضيف عليها مائة كذبة من عنده ويضعها في رأس احد الكهان والمنجمين والعارفين، فيخبر هذا الكاهن والعراف والمنجم الناس ما أوحت به اليه الشياطين وألقته في روعه، فتصيب نبوءة واحدة له وتخيب 100 نبوءة بشكل يندى له الجبين كما هو مشاهد في نبوءات العرافين والمنجمين في زماننا وقراء الطالع والفنجان والكف!! من خلال ما تقدم يتبيّن لنا أن التّفسيرين الأوّل والثّاني ينسجمان مع ظاهر الآية دون الآخرين.