هذه آيات اختصاصهتعالى بعلم الغيب ، بعد ما خصت به الآيات السالفة غيب القدرة ، وهل الله هو ممن فيالسماوات والأرض حتى يستثنى عنهم بعلم الغيب؟ قد يكون الاستثناء متصلا ، واللهقدرته النافذة وعلمه النافذة فِي السَّماواتِوَالْأَرْضِ دون ذاته لأنه خلقهما و «كان إذ لا كان»! وهنا ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تعني فيما عنت باطن البر وخضمّ البحر غورا وغوصا فيها ، و«يهديكم» تشمل كل الوسائل المستقبلة لخوض الأعماق في البر والبحر.
والله لا يرتجى شكا وممن يترجّى؟ «قل» هنا يحول ترجي «عسى»إلى ساحة الرسالة ، أنه يرجوا ردفه لهم هنا بما يتطلبون ويستحقون ، والعلم عندالله ، فالموقف الرسالي في هذه المقالة هو موقف الرجاء ، وليس الله ليترجّى!.
» وهنا أَمَّنْ يَبْدَؤُاالْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ويبدأ الخلق قد يعم خلق المادة الأولية لا من شيء ، ثم خلقدخان السماء وزبد الأرض ، ثم سائر الخلق ومنه الإنسان ، و «ثم يعيده» تخص الإعادةإلى الحالة الأولى فيما سوى الأولى لأنها لا شيء ولا إعادة لشيء إلى اللاشيء! يَجْعَلُكُمْخُلَفاءَ الْأَرْضِ دون سواه ف «الله الذي خَلَقَ السَّماواتِوَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا بِهِ حَدائِقَذاتَ بَهْجَةٍ.