من جهة أخرى، هنالك تحديات سياسية وأمنية في المنطقة، سواء ما يتعلق بالحرب في اليمن، أو الملف الإيراني والتشكيلات المسلحة التابعة لها كـ«حزب الله»، فضلاً عن التحديات التي تشكلها تنظيمات مثل «الإخوان المسلمين» و«داعش» و«القاعدة»، وصولاً للفكر «الأصولي» الذي وإن كمُن وخفتَ صوته، إلا أنه لم يمت وبقي كـ«الجمر تحت الرماد»؛ وعليه، فإن مواجهة هذه التحديات تفرض على المثقفين والكتاب أن يكونوا على قدر كبير من الشجاعة العلمية والأدبية، كي يقاربوا الموضوعات هذه بلغة رصينة، شفافة، بعيدة عن الإسفاف، أو الشعبوية، وتعمل على صناعة وعي حقيقي بين الجمهور العام.
أعتقد أنه يجب أن تكون الأجواء أكثر سلامة وعلمية وبعداً عن التسييس والتمذهب، وفي الوقت ذاته على المواطنين الشيعة أن لا يقلقوا من النقد، وأن تكون النخبة على قدر كبير من الثقة والامتلاء العلمي والشجاعة، وأن تمارس هذه المراجعات بعيداً عما يريده المتحزبون أو الطائفيون، ويكونوا هم من يوجهون السفينة نحو وجهتها الصحيحة، أن يقودوا المشهد بذاتهم، دون أن يقودهم أحد، لأن الخروج من العزلة المذهبية لا يتم دون مراجعات يقوم بها أصحاب السردية ذاتهم.
دون أن ننسى أن هنالك ممانعين للنقد، لأنهم يريدون الحفاظ على مصالحهم، أو يريدون التحكم في مصائر الناس، أو إيماناً منهم بصوابية «الشيعية السياسية».
مشكلة كثير من الكتاب، أنهم يطرحون سؤالاً يعتبر مستفزاً لجمهور واسع من المواطنين الشيعة في الخليج، وهو: أين عقلاء الشيعة؟ وكأن السائل يفترض أن «الجنون» هو السائد في الأوساط الشيعية، فيما العقل هو الاستثناء! وفي العزاء، سيكون للجسد حركته، تبعا لما يثير اللحن من حماسة ويحركه من عاطفة.
قد أذهب بعيداً وأقول: حتى القتلة يجب أن نقرأهم بتبصر ودون أحقاد، لكي نعرف مواضع القوة والضعف لديهم، فنحسن التعامل معهم، ونبعد خطرهم المميت عنا.
يجعلك تنظر بعين الرحمة والمودة والأنس مع البشر؛ لأن هنالك كينونة جامعة بين مختلف الثقافات والأديان.