وتأسيسا على ما سبق، فإنه لا تصح المقارنة بين فضل صيام يوم عرفة، وفضل صيام شهر رمضان؛ فصوم رمضان فريضة مقدسة وعبادة من عبادات الإسلام الشعائرية الكبرى، وركن من الأركان العملية التي بني عليها هذا الدين، ومن فرط في تلك الفريضة فقد خرج من زمرة المسلمين، أما من لم يصم يوم عرفة فلا إثم عليه؛ لأنه ليس بفرض ولا واجب؛ بل هو مستحب.
قال الترمذي: " وقد اسْتَحَبَّ أهلُ العلمِ صِيَامَ يَوْمِ عَرَفَةَ إِلاَّ بِعَرَفَةَ".
وروى غيلان بن جرير عن عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا يعرف سماع عبد الله بن معبد من أبي قتادة».
قال: قال: "يوم ولدت فيه يوم أنزل علي".
فالمُقدِّماتُ الطويلةُ والأسلوبُ الغريبُ المُتكلَّف خارجُ نِطاقِ البحثِ؛ فالمؤلِّفُ كأنَّه افترَضَ خَصمًا أمامَه، وظلَّ يُعنِّفُه بألفاظٍ غريبةٍ، مِن مِثلِ قولِه في رُؤوسِ الصفحاتِ: عصفٌ وخسفٌ قصفٌ وقصمٌ حرقٌ وبركانٌ دكٌّ وانقضاضٌ الضربةُ القاضيةُ ؛ مُوجِّها هذا إلى مَن يَزعُمُه خَصمًا! ونَسألُ اللهَ العليَّ القديرَ لنا وللكاتِب وللمُسلمين الهِدايةَ والتوفيقَ والسَّدادَ، ونَسألُه سُبحانه أنْ يُرِيَنا الحقَّ حقًّا ويَرزُقَنا اتِّباعَه، وأنْ يُرِيَنا الباطِلَ باطلًا ويَرزُقَنا اجتنابَه.
س: في الحاشية، في وجه إنكار الإمام أحمد يقول: "كأنه من رواية العلاء بن عبدالرحمن، صدوق ربما وَهِمَ" "تقريب التَّهذيب"؟ ج: لا، لا، العلاء ثقة، وهو من رجال مسلم، وروى عنه مسلم بأسانيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، فلا بأس به.