وثالثها: أن شرف الشيء قد يظهر بواسطة خساسة ضده، فكلما كان ضده أخس كان هو أشرف وضد علم الأصول هو الكفر والبدعة، وهما من أخس الأشياء، فوجب أن يكون علم الأصول أشرف الأشياء.
التبيين لطبقات المفسرين الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد: فإن من المعارف المهمّة لطالب علم التفسير معرفة طبقات المفسّرين ليكتسب تصوراً حسناً لأطوار علم التفسير، وتنقّله في القرون حتى تأدَّى إلينا برجال تحمّلوا روايته وتفهّموا درايته، حفظاً في صدورهم في أوّل الأمر ثمّ كتابة في صحف وأجزاء، ثم جمعاً لتلك الصحف والأجزاء المتفرّفة في كتب كبيرة، ثم تحريرها وتصنيفها، ثم اختصارها وتلخيصها، شمّ شرحها وتبيينها، ثم تنوّع التأليف في التفسير إلى أنواع كثيرة، وتعددت المسالك فيه.
والآخر: التحصيل لفوائد كتاب التفصيل، وهو اختصار لما قبله، وقد طبع كاملاً.