وفي الختام : أرى أنَّ هذه المسألة — وهي التسمية بــ : " عبد النبي " أو " عبد الرسول " — إذا لم يُقْصَدْ بها : معنى التعبيد للنبي أو عبادة النبي ، وإنما قُصِدَ معنى : الخدمة أو الطاعة أو المحبة أو النسبة - من قبيل المسائل المختلف فيها خلافًا سائغًا معتبرًا ، فالآراء الثلاثة — التحريم ، والكراهة ، والجواز - وجيهةٌ ، بحيث لا يجوز الإنكار على المخالف.
.
التفصيل : أقول — باختصارٍ - : اختلف أهل العلم في ذلك على ثلاثة آراء : الرأي الأول : ما ذهب إليه جمهور أهل العلم — أغلب الحنفية ، وجمهور المالكية ، ومتقدمو الشافعية ، والحنابلة - من عدم جواز التسمية بـــ " عبد النبي " و" عبد الرسول " ، وحجتهم في ذلك ما يلي : 1- عن يزيد بن المقدام بن شريح عن أبيه عن جده هانىء بن يزيد - رضي الله عنه — قال : وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - قوم فسمعهم يسمون : عبد الحجر ، فقال له : ما اسمك ؟ " فقال : عبد الحجر , فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إنما أنت عبد الله ".