تبارك الذي جعل في السماء بروجا - تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا

وأصل القولين أن هذا التبديل هل هو في الدنيا أو يوم القيامة؟ فمن قال: إنه في الدنيا قال: هو تبديل الأعمال القبيحة والإرادات الفاسدة بأضدادها وهي حسنات، وهذا تبديل حقيقة، والذين نصروا هذا القول احتجوا بأن السيئة لا تقلب حسنة بل غايتها أن تمحى وتكفر ويذهب أثرها، فأما أن تنقلب حسنة فلا، فإنها لم تكن طاعة وإنما كانت بغيضة مكروهة للرب، فكيف تنقلب محبوبة مرضية؟! تجلت قدرته سبحانه في خلق السماء و ما حوت من أجرام هائلة و مسافات متسعة لا تزال في ازدياد مضطرد , تسبح بحمد ربها و توحده , مسخرة بأمره لخدمة مخلوقاته , خاضعة لعظمته سبحانه , محدثة ذلك التعاقب المريح بين الليل و النهار , ليذكر الله من شاء و يشكره من شاء و يسعى للنيل من رزقه و هباته من شاء.

وهذه البروج مقسومةٌ على الطبائع الأربع، فيكون نصيب كل واحدٍ منها ثلاثةَ بروجٍ تُسمَّى المثلثات؛ فالحمل والأسد والقوس مثلثةٌ ناريةٌ، والثور والسنبلة والجدي مثلثة ترابية، والجوزاء والميزان والدلو مثلثةٌ هوائيةٌ، والسرطان والعقرب والحوت مثلثةٌ مائيةٌ.