لاَ يُبَشَّرُونَ بِالاْحْيَاءِ، وَلاَ يُعَزَّوْنَ عَنِ الْمَوْتَى، مُرْهُ الْعُيُونِ مِنَ الْبُكَاءِ، خُمْصُ الْبُطُونِ مِنَ الصِّيَامِ، ذُبُلُ الشِّفَاهِ مِنَ الدُّعَاءِ، صُفْرُ الاْلْوَانِ مِنَ السَّهَرِ، عَلَى وَجُوهِهمْ غَبَرَةُ الْخَاشِعيِنَ، أُولئِكَ إِخْوَاني الذَّاهِبُونَ، فَحَقَّ لَنَا أَنْ نَظْمَأَ إِلَيْهِمْ وَنَعَضَّ الاْيْدِيَ عَلَى فِرَاقِهمْ! بل اجمعها وابن بها سلماً تصعد به نحو النجاح.
ومما يعين على اكتساب اليقين إقبال القلب على الله وطلب الهدى منه ، وكثرة الذكر والتذكر ، ومعاودة التفكر والتدبر ؛ حتى يكون العلم يقينا يقر في القلب فيحيا به صاحبه، ويبصر به، ويمشي به، ويتكلم به، ويقوم به، أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون.
ما لا يقدح في الصدق لا يقدح في صدق العبد أخذه بالرخص الصحيحة، وتركه تكلف ما لا يطيق، وإجمامه النفس بشيء من اللهو المباح، والملاطفة والمزاح ونحو ذلك مما تستريح به النفس حتى تقوى على معاودة العمل ، بل المأثور عن السلف الاحتساب في إجمام النفس وإراحتها بقَدَرٍ حتى يكون ذلك أقوى لها على العمل وأنشط، قال معاذ بن جبل: إني لأحتسب نومتى كما أحتسب قومتي.