ومنها : إنّما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون 4 ، التي نزلت في حق الامام علي عليه السلام بالاتفاق المفسرين إلى غير ذلك من الآيات ، بل الروايات الواردة في علوّ مقام هؤلاء.
فيتردد ذو اللب بين أمرين : فإمّا أن يكون خطاباً لهنَّ مع غيرهنَّ من رجالٍ لم يُذكروا أصلاً ، وإمّا أن يكون خطاباً لغيرهنَّ.
فلمّا انفردوا تحته عن كافّة اسرته ، واحتجبوا به عن بقيّة أُمّته بلّغهم الآية ، وهم على تلك الحال ، حرصاً على ان لا يطمع بمشاركتهم فيها أحد من الصحابة والآل ، فقال مخاطباً لهم ، وهم في معزل عن كافة الناس : إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فازاح صلى الله عليه وآله وسلم بحجبهم في كسائه حينئذٍ حُجُبَ الريب ، وهتك سرف الشبهات ، فبرح الخفاء بحكمته البالغة ، وسطعت أشعة الظهور ببلاغه المبين ، والحمد لله رب العالمين 1.