فالولايات المتحدة التي بنت تاريخ علاقاتها الخارجية على سياسة الكاوبوي بمعناها الترويضي والرعوي معاً لم تتخل يوماً عن طبيعتها الرأسمالية بما تحمله من ضراوة ضرورات الهيمنة في تقرير علاقاتها بالآخر من أقصى الاحتواء كما فعلت وتفعل مع «إسرائيل» إلى أقصى حالات العداء والحرب الباردة والساخنة، كما كان تاريخ علاقتها بعدد من دول العالم المتقدم والعالم النامي على حد سواء, من الاتحاد السوفيتي والصين إلى كوبا وتشيلي وإيران.
وهي أيضاً تختلف عن مقولة تاتشتر النسوية «إذا أردت كلمة قول فاسمع كلمة رجل، وإذا أردت كلمة فعل فاسمع كلمة امرأة» فهذه تتناول القول كشرط سابق للفعل وإن كانت ترهن مصداقيته بالنوع الاجتماعي.
فلو أن هناك خيطاً واحداً من الحياد الأمريكي تجاه توازنات القوى في المنطقة لما جعلت أمريكا رفع العقوبات عن إيران يمضي دون قيد أو شرط، لا في علاقته بدمقرطة المجتمع الإيراني ولا في علاقته بالحرائق الطائفية التي تشعلها إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن.