ومن تعظيمه: التأدب عند ذكره صلى الله عليه وسلم بأن لا يذكر باسمه مجرداً، بل يوصف بالنبوة أو الرسالة، وهذا كما كان أدباً للصحابة رضي الله عنهم في ندائه فهو أدب لهم ولغيرهم عند ذكره، فلا يقل: محمد، ولكن: نبي الله، أو الرسول، ونحو ذلك.
وأي تعظيم أو توقير للنبي صلى الله عليه وسلم لدى من شك في خبره، أو استنكف عن طاعته، أو ارتكب مخالفته، أو ابتدع في دينه وعبد الله تعالى من غير طريقه؟! ٢ يأتي فيالحديث ١ من تفسير الآية ٥١ من سورة سبأ.
ولا يظنن ظان أن هذه المحبة لا يحققها إلا رضي الله عنهم، أو أهل القرون المفضلة، فييأس من تحقيقها، ويقصر في تحصيلها؛ فإنها وإن كانت في أهل الصدر الأول من الإسلام أكثر منها في غيرهم، إلا أن أفرادًا من متأخري هذه الأمة يحققونها، ويقدمون محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم على كل محبة، وودوا لو فدوا النبي صلى الله عليه وسلم بأرواحهم، ويتمنون رؤيته بأهلهم وأموالهم، كما روى مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « من أَشَدِّ أُمَّتِي لي حُبًّا نَاسٌ يَكُونُونَ بَعْدِي يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لو رَآنِي بِأَهْلِهِ وَمَالِهِ»، فنسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم، وأن يملأ قلوبنا محبة لله تعالى، ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولما يحبه الله ورسوله، آمين يا رب العالمين.