وأيم الله ما لمت قريشا.
ولما لحق الرسول صلوات الله وسلامه عليه بالرفيق الأعلى حزن عليه أبو سفيان بنُ الحارث حُزن الأم على وحيدها وبكاه بكاءَ الحبيب على حبيبه ورثاه بقصيدة من غُرَرِ المراثي تفيضُ لوعةً وشجوناً وتذوب حسرةً وأنيناً ، فقال : أرقت فبات ليلي لا يزول … وليل أخي المصيبة فيه طول وأسعدني البكاء وذاك فيما … أصيب المسلمون به قليل لقد عظمت مصيبتنا وجلّت … عشيّة قيل قد قبض الرسول وأضحت أرضنا مما عراها … تكاد بنا جوانبها تميل فقدنا الوحي والتنزيل فينا … يروح به ويغدو جبرئيل وذاك أحقّ ما سالت عليه … نفوس الناس أو كربت تسيل نبيّ كان يجلو الشّكّ عنّا … بما يوحى إليه وما يقول ويهدينا فلا نخش ضلالا … علينا والرسول لنا دليل أفاطم إن جزعت فذاك عذر … وإن لم تجزعي ذاك السبيل فقبر أبيك سيد كلّ قبر … وفيه سيد الناس الرسول وفي خلافة الفاروق رضي الله عنه أَحسَّ أبو سفيان بِدنوِّ أجله فحفر لنفسه قَبرَه بيده ، ولم يمضِ على ذلك غير ثلاثة أيام حتى حضرته الوفاة كأنَّه على الموت على ميعاد فالتفت إلى زوجته وأولاده وأهلِهِ وقال : لا تبكوا عليَّ فوالله ما تعلَّقتُ بخطيئةٍ منذ أسلمت.
وَقَالَ طَائِفَةٌ: اسْمُهُ كُنْيَتُهُ، وَإِنَّمَا المُغِيْرَةُ أَخُوْهُم.