وجملة { سيؤتينا الله من فضله ورسوله } بيان لجملة { حسبنا الله } لأنّ كفاية المهمّ تقتضي تعهّد المكفي بالعوائد ودفع الحاجة ، والإيتاءُ فيه بمعنى إعطاء الذوات.
.
في الصدقات، رضوا ما أعطاهم الله ورسوله من عطاء، وقالوا- على سبيل الشكر والقناعة- «حسبنا الله» أى: كفانا فضله وما قسمه لنا، «سيؤتينا الله من فضله ورسوله» أى: سيعطينا الله في المستقبل الكثير من فضله وإحسانه، وسيعطينا رسوله من الصدقات وغيرها «إنا إلى الله راغبون» أى: إنا إلى الله راغبون في أن يوسع علينا من فضله، فيغنينا عن الصدقات وغيرها من أموال الناس ومن صلاتهم، لأنه- سبحانه- له خزائن السموات والأرض.
وخير من الاهتمام بهذا الدعاء الذي لم يثبت وشغل الناس به التنبيه إلى الدعاء الوارد في القران الكريم الجامع لخير الدنيا والآخرة من الرزق وغيره، وهو: « اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة ، وقنا عذاب » وفي 6840 بإسناده إلى عبد العزيز بن صهيب « قال: سأل قتادة أنساً: أي دعوة كان يدعو بها صلى الله عليه وسلم أكثر؟ قال: كان أكثر دعوة يدعوا بها يقول: « اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار» ، قال وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها، فإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه»، ورواه البخاري 6389 عن أنس رضي الله عنه قال: « كان أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: « اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار»، وهو من الأدعية الثابتة في الطواف بالبيت، ففي سنن أبي داود 1892 ومسند الإمام أحمد 15398 بإسناد حسن عن عبد الله بن السائب قال: « سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بين الركنين: ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار».
فقلت له أعطني واحدة.
.