إن استعمال اللهجة العامية بين المولد وبين الطارئ الأجنبي وبين ما له أصل عربي، لكنه اندثر وغاب في دهاليز المعاجم، إن هذا الاستعمال لم يغب عن ذهن الشاعر العراقي الفصيح، لكن هل كل ما يقال إنه من اللهجة العامية هو عاميّ حقاً؛ فما زال في الدعاء الغاضب لدى الأمهات الجنوبيات ما يشي بالعاميّة لكنه يملك جذورا في الموروث العربي الفصيح سواء كان أصيلا أو من اللغة المولدة؛ ولنقف عند الشاعر سراج محمد، ففي قصيدته مالم يقله عبد الأمير جرص ، يقول في أحد أبياتها: والشاعر وضع طرّه فلك بين قوسين لأنها صارت من اللهجة العامية بعد شيوعها بجنوب العراق دون غيره؛ لكن لها أصل في الموروث الفصيح؛ فمن معاني طرّ : طَرَّهُ بِالسَّيْفِ: قَطَعَهُ ؛ أما المفلوك، فيقول العلامة د.
ومع اتِّضاح المدلول اللغويِّ لكلمتي "مُتَّسِقًا" و"مُسْتَوْسِقًا" -وهما من جذرٍ واحد "وسق"— يقترب من مدلول الفقرتين من الوضوح: أمَّا الفقرة الأولى وهي قوله: "فَلَكَ الحَمْدُ مُتَواتِرًا مُتَّسِقًا" فالظاهر أنَّ المراد منها أنَّ له جلَّ وعلا على عباده حقَّ الثناء والشكر المترادِف والمتتابع على نحوٍ يكون متسقًا أي منتظمًا وبوتيرة واحدة فهو مستحقٌّ للثناء والشكر في كلِّ الأحوال رغم تباينها وتفاوتها، وفي كلِّ الظروف رغم اختلافها، فهو مستحقٌّ للثناء والشكر في الرخاء والشدَّة والقوَّة والضعف، والمرض والعافية، والغنى والفقر، واليُسر والعسر، وفي مقتبل العمر وأرذله، فرغم تباين الأحوال أو تفاوتها وعدم اتِّساقها فإنَّ على العباد أنْ يكون حمدهم لله تعالى وثناؤهم عليه واستشعارُ الامتنان والشكر له والرضا بتدبيره على وتيرةٍ ونسقٍ واحد، فلا يتفاوت الحمد والشكر بتفاوت الأحوال بل يتَّسق وينتظم في كيفيَّة مطَّردة، فلا يكون مصحوبًا بمشاعر الغبن عند ملاقاة المكروه، ويكون مفعمًا بالرضا عند ملاقاة المرغوب أو يكون مصحوبًا بالنشاط في مواطن النِعَم واليسار، ويؤتى به في مواطن البلاء أو العُسر على تثاقل وضجَر أو يكون قليلًا عند المصيبة وكثيرًا عند الرخاء.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن قتادة: كُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ قال: يجري في فلك السماء كما رأيت.
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : كل في فلك يسبحون قال : الفلك الذي بين السماء والأرض من مجاري النجوم والشمس والقمر ، وقرأ : تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا وقال : تلك البروج بين السماء والأرض وليست في الأرض كل في فلك يسبحون قال : فيما بين السماء والأرض النجوم والشمس والقمر.
وَأَعْلَى التَّسْبِيحِ فِي حَقِّ الْمُنْفَرِدِ الْعُرْفُ، وَقِيلَ: مَا لَمْ يَخَفْ سَهْوًا، وَقِيلَ: بِقَدْرِ قِيَامِهِ، وَقِيلَ: سَبْعٌ.
وَيَكُونُ بِمَعْنَى التَّحْمِيدِ، نَحْوُ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا} وَسُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ.