وأشهر تقسيم للغات سار في هذا الاتجاه هو ما قال به العالم الألماني ماكس مولر ت1900م، فقد لاحظ أن أكثر لغات العالم تجمع بينها علاقات تاريخية، وأوجه شبه مما يمكن أن تكون متفرعة عن أصل واحد.
.
ولم يقتصر بحث المعتزلة على المجاز وطبيعته والفوارق التي تميزه عن الحقيقة، ولكنهم شغلوا أيضاً بالمعاني التي يخرج إليها المجاز، وتتحدد معاني المجاز عند ابن جنّي : بالاتساع، والتوكيد، والتشبيه، ويضرب لذلك مثلا بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في وصفه الفرس بأنه بحر، فهو يشتمل على معاني المجاز سالفة الذكر، فأما الاتساع فإنه » زاد في أسماء الفرس التي هي فرس وطرف وجواد ونحوها البحر « ، وأما التشبيه فإن » جريه يجري في الكثرة مجرى مائه « وأما التوكيد الذي يقرنه أحيانا بالمبالغة فإنه «شبه العرض بالجوهر وهو أثبت في النفوس منه«.
رابعاً: التأليف في الإبدال : تنبه علماء العربية للإبدال، وعنوا بجمع الألفاظ المبدلة والتأليف فيها.
ومعرفة هذه المدارس تعين على الاستفادة من تلك المعاجم، حيث تُعَرِّف طريقةَ مؤلفيها، ومناهجهم.
وقد تأسس التأويل للوفاء بحاجات عقائدية تنفي عن الله صفات التشبيه والتجسيم، وعلى الرغم من أنّ التأويل يخضع للمقومات العقلية فإنه يتكئ على مقومات لغوية، بحيث يتم تأويل المتشابه ـ فيما يذهب القاضي عبد الجبار ـ » على مذهب العرب من غير تكلف ولا تعسف « ومن هنا جاء الحديث عن طريقة المعتزلة في التأويل «فهم يحملون العبارات الدالة على التشبيه التي لا يليق ظاهرها بمقام الألوهية على تأويلات أبعد ما تكون عن الإيهام بالتشبيه مع تدعيم ذلك بالأدلة اللغوية المستخدمة من الشعراء القدماء أو لغة العرب القدماء ».