فغضب الذئب وقال للثعلب: لا علاقة لك بالكلام في جسيمات الأمور، ثم لطمه لطمة خرّ منها مغشيا عليه! فَضَحِكَ الثَّعْلَبُ وَقَالَ: أَيُّهَا الْمَغْرُورُ رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ فِي مَنَامِي أَنَّنِي أَرْقُصُ فِي عُرْسٍ، فَقَصَصْتُهَا عَلَى مُعَبِّرٍ فَأَوَّلَهَا بِأَنِّي أَقَعُ فِي وَرْطَةٍ ثُمَّ أَنْجُو مِنْهَا؛ فَهَذَا تَأْوِيلَ رُؤْيَايَ! فَرَدَّ عَلَيْهِ الثَّعْلَبُ: لَا تَعْجَلْ عَلَيَّ بِالْقَتْلِ فَتَنْدَمَ، فَأَنَا وَأَنْتَ فِي مَنْزِلَةِ الْهَلَاكِ وَالْمَوْتِ، وَمَا يُنْجِينَا إِلَّا أَنْ تَنْهَضَ قَائِمًا، فَأَقِفَ عَلَى رَأْسِكَ وَأَقْفِزَ مِنَ الْحُفْرَةِ، ثُمَّ آتِيَكَ بِمَا تَتَعَلَّقُ بِهِ لِتَنْجُوَ.
وَأَدْرَكَ شَهْرَزَاد الصَّبَاحُ فَسَكَتَتْ عَنْ الْكَلَامِ الْمُبَاحِ! المصدر: ألف ليلة ولية طبعة سعيد علي الخصوصي ج 2 ص 29-34 بتصرف.
فَلَمَّا سَمِعَ الذِّئْبُ كَلَامَ الثَّعْلَبِ عَضَّ عَلَى كَتِفِهِ نَدَمًا! فلما أفاق تبسم في وجهه واعتذر إليه، ولكنه عزم على الانتقام منه.