وكتابه وشـرائع الإيمـان إن شاء ربي ذا يكون بحـوله.
ولم يمكنهم أن يقولوا للملك : إنه لا علم عنده بذلك لئلا يتهمهم.
فالعبادة مثلاً بجميع صورها من صلاة أو صيام أو نسك أو غير ذلك قد بينها رسول الله بين فرائضها ونوافلها وشرح طريقة أداء كل منها وفصل ذلك وبينه أتم البيان لم يؤخر سيدنا رسول الله البيان عن وقت الحاجة فإذا جاء إنسان بعد ذلك فزاد عبادته وزعم أنها مما يتقرب به إلى الله فعليه أن يثبت الحجة أنها مما شرعه رسول الله أو فعله الصحابة الكرام وإلا فإن عبادته التي أتاها بدعة ضلالة وهو مبتدع ضال وإن كانت نيته صحيحة سليمة وهي التقرب إلى الله - تعالى - فإن النية هنا لا تشفع للمبتدع أبدًا.
وسأضرب هنا مَـثَلًا بأحد أظهر الحقوق التي يُظَـنُّ أنها مُـنْـتَـقَصَةٌ من الحقوق الإسلاميّة للمبتدع ، ألا وهو تحريم هجر المسلم فوق ثلاثة أيام، لقول رسول الله —صلى الله عليه وسلم-: «لا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجُرَ أخاه فوقَ ثلاثِ ليالٍ، يلتقيان فَـيُـعْرِضُ هذا ويُعرضُ هذا، وخيرُهما الذي يبدأ صاحبَه بالسلام» 9.
كذلك البدعة تكون صغيرة فتعظم بالإصرار عليها.
فانظر العقود الدرية لابن عبد الهادي 187 , والجامع لسيرة شيخ الإسلام 260-261, 478-479, 606-607.