وهكذا، فقد كان العرب قديمًا على معرفةٍ غير قليلة بِالهند وأحوالها عن طريق تُجَّارهم الذين نزلوا بِهذه البلاد في غربها، فاختلطوا بِأهلها ولقوا في الغالب حفاوة وعناية من حُكَّامها، لِيعودوا إلى بلادهم في كُلِّ مرَّة، فيُدهشوا الناس بما يروونه لهم عن ثراء الطائل وما لهم من غرائب العادات والمُعتقدات، ويُبهروا أنظارهم بِما يعرضونه عليهم من لآلئ الهند ونفيس معادنها ومنسوجاتها وعُطُورها وثمارها ثُمَّ سُيُوفها التي اشتهرت بها.
وقسَّمهم إلى ثلاثة أفواج حسب مُستوياتهم الماليَّة والاجتماعيَّة، فكان الفرد من الفوج الأوَّل رفيع المُستوى يدفع أربعين درهمًا، والفوج الثاني أربعة وعشرين درهمًا، والثالث اثنيّ عشر درهمًا.
وكان كاكسة المذكور قد شارك إلى جانب داهر بِحرب المُسلمين، وبعد أن هُزم الجيش وقُتل داهر، فرَّ كاكسة إلى هذا الحصن وأقام فيه.