ولكن بعض الجرائم قد لا تلحقها المغفرة بطبيعتها، بل لا بد في الحصول عليها من التوبة، كما هو الحال في الشرك.
فيكون المعنى والذين لا يحضرون الزور، أي مجالس الباطل.
وهؤلاءِ بنو آدم إذا جرى على أيديهم شيء فما هم إلّا سببٌ، سببٌ من الأسباب والَّذي خلقهم وخلق لهم القوى من العقول والأسماع والأبصار والأيدي وخلق الأسباب الّتي يهتدون بها إلى تلك الأمور الدقيقة والأمور العجيبة.
وبذلك يظهر أن التبديل لا يعني أن السيئة تكون بمنزلة الحسنة، بل المقصود ـ والله العالم ـ أن الله يمحو أثر السيئة السابقة ويعطيه، بعمله الصالح، الحسنة، وهي المغفرة التي لا يبقى معها شيء من نتائج المعصية.
وظاهر ما ذكر عن ابن عباس أن هذه الفضيلة تحصل لمن صلى ركعتين بعد العشاء، سواء سنة العشاء أو غيرها.
ثمَّ ذكرَ مِن جملةِ كثرةِ خيرِهِ منَّتَهُ على عبادِهِ الصالحين وتوفيقِهم للأعمالِ الصالحاتِ الَّتي أكسبَتْهُم المنازلَ العالياتِ في غُرفِ الجنَّاتِ فقالَ: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْنًا} الآيات، إلى آخرِ السورةِ الكريمةِ.