المبحث الثالث: أسلوبه في كتابة الفقه كان ابن سعدي رحمه الله ذا عناية فائقة في الفقه، ولذا زادت مؤلفاته فيه على عشرة كتب، وقد كان في بداية أمره ملتزماً بمذهب الإمام أحمد، ثم أخذ يميل إلى ترجيح بعض المسائل، ولذا أفرد مؤلَّفاً لاختياراته التي خالف فيها المذهب، وبنى قوله على ما ظهر له من الأدلة، وقد حرص رحمه الله على تيسير الفقه للطالبين، وبذل في ذلك غاية وسعه، فألَّف فيه عن طريق السؤال والجواب وعن طريق المناظرة وعن طريق ذكر المسألة الراجحة بدليلها.
عالم مجتهد متبحر: إن أستاذنا الشيخ السعدي كان منقطعا للعلم، مكبا على القراءة المتدبرة التي تنظر في الأحكام وأدلتها، وتقارن بين الآراء والاجتهادات الفقهية المذهبية وتختار ما قام الدليل على صحته وسلم من المآخذ والمطاعن بغض النظر عن قائله، فكل واحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم.
.
والحذر الحذر من التعصب للأقوال والقائلين.
ودائمًا يقرأ -هو والتلاميذ- في القرآن الكريم، ثم يفسِّره ارتجالا، ويستطرد ويبيِّن من معاني القرآن وفوائده، ويستنبط منه الفوائد البديعة والمعاني الجليلة، حتى إن سامعه يودُّ أن لا يسكت؛ لفصاحته وجزالة لفظه وتوسعه في سياق الأدلة والقصص.
فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا.