.
لقد صدعتمونا بهذه القصص على المنابر وعظا وإرشادا، فما كل هذا النفاق وهذا البهتان؟، فكيف تأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم؟ اللهم لا شماتة فى البعيد والقريب حتى لا يحسبنا صاحب المقام بالأعداء.
إن تمثل الإمام الحسين عليه السلام بهذه الأبيات في يوم عاشوراء يدل على أهميتها التاريخية فضلاً عن جودتها وجزالتها ومضمونها الذي يؤكد على إنها قِيلت في واقعة أو معركة تشابه في بعض مجرياتها معركة الطف، كما إن اختلاف المؤرخين في نسبة هذه الأبيات بين ستة شعراء يدل أيضاً على وقعها العظيم في نفوس الشعراء وإن قائلها قد شهد أحداثاً تناسب مضمونها، لذلك فإن صحة نسبتها إلى ذي الإصبع العدواني ضعيفة جداً لأنه كان يُعد من حكماء العرب وقد توزّع شعره بين الحكمة والوعظ، ثم إنه لم يذكر التاريخ له واقعة تتلاءم وجو هذه الأبيات فتسند صحتها إليه، وكذلك الحال مع مالك بن عمرو الأسدي والفرزدق الذي نفى بنفسه نسبة الأبيات إليه حينما نسبها إلى خاله العلاء بن قرظة، وإن انفراد أبي الفرج الأصفهاني بنسبة الأبيات على قول الفرزدق يجعل احتمال نسبتها ضعيف جداً، ولا يُعرف من أي مصدر استقى صاحب الحماسة البصرية عندما أشرك مع فروة شاعر اخر هو عمرو بن قعّاس وهذا الشاعر هو أقرب إلى شعراء الواحدة.
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺃﺑﻮ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﺑﻮﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ!! فَلِمن هذه الابيات ؟ لقد وردت هذه الأبيات مع اختلاف كبير في عددها وروايتها ونسبتها في أمهات كتب الأدب والتاريخ وقد عدّها المؤلفون على أنها من عيون الشعر العربي.
وأتساءل: ماذا دهانا؟ وما هذا الذى أصابنا جميعا؟ ولماذا هذه الشماتة وهذا التشفى فى خلق الله؟ لماذا نشمت فى مصائب الناس، أو مرضهم أو فشلهم أو خراب ديارهم؟ وقد كنا يوما نحزن لحزن الجار ونفرح لفرحه، ونُواسى الجريح ونعزّى المصاب ونَعُودُ المريض، ونفتح بيوتنا لاستقبال الوافدين لعزاء الجار أو زيارته، نطعمه مما نطعم، ونسقيه مما نسقى، وقد كنا أقل تدينا وهوسا بمظاهر التدين وشكله والتفاخر به، إلا أن الناس كانوا أكثر رحمة ومحبة وسلامًا.
ﻓﺘﺮﻛﻪ.