وكان من العقوبات التي فرضها الإسبان على الأندلسيين بعد سقوط غرناطة، النفي إلى ما وراء المحيط، تلك الأراضي التي عرفت جديدًا و سميت لاحقا بقارتي أميركا، وكانت تلك العقوبة تساوي عندهم ما يشبه الموت، لكنهم تشبثوا في المنفى بدينهم الإسلام ، تمامًا كما استمر جلادوهم بملاحقتهم.
.
عبدالرحمن الداخل الملقب صقر قريش -حتى عام 172 هجرية.
كان بعضهم قد أصابه الجنون من كثرة ما صبوا عليه من عذاب، وكان السجناء جميعاً عرايا، حتى اضطر جنودنا إلى أن يخلعوا أرديتهم ويستروا بها بعض السجناء.
فلا عجب إذن أن يكون لسقوط الأندلس وقعٌ مدوٍ ما زالت ارتداداته حاضرة وشاخصة ليوم الناس هذا، وتركت أثرا نفسيا سواء لدى الغالب أو المغلوب المسكون بتقليد الغالب حسب القاعدة الشهيرة لابن خلدون.
وتمكن عبد الرحمن بن معاوية -عبد الرحمن الداخل- أن يفلت من قبضة العباسيين، فهرب إلى أخواله في الشمال الإفريقي، وأقام عندهم فترة من الزمن، ثم فكر في دخول الأندلس ليبتعد عن العباسيين، فراسل الأمويين في الأندلس.